نضال الاحمدية

انشغلت وسائل الإعلام العربية منذ منتصف الشهر الفضيل بقضيتين أساسيتين تتعلقان بشكل مباشر من جهة، وغير مباشر من جهة أخرى بالقناة المصرية “القاهرة والناس”، التي أطلّت الإعلامية نضال الأحمدية من خلالها في برنامجها “مع نضال” وما رافقه من مشاكل مع منتجه عمرو عفيفي وصاحب القناة طارق نور. أما القضية الثانية فكانت الحرب المتبادلة بينها وبين الإعلامي طوني خليفة الذي أطلّ في شهر رمضان المبارك في برنامج “بلسان معارضيك” على القناة نفسها وما رافق هذه الحرب من اتهامات متبادلة. “سيدتي” التقت نضال الأحمدية لكشف ملابسات ما حصل معها في البرنامج وللردّ في الوقت نفسه على الإعلامي طوني خليفة الذي كان فتح النار عليها في لقاء أجرته معه “سيدتي” في العدد الفائت:

تغييرات غير مبرّرة

كيف تقيّمين صدى برنامجك في رمضان؟

لبرنامجي في رمضان قصة طويلة. فالجميع يعرف أنني كنت ممتنعة عن قبول أي عرض تلفزيوني. وعندما وافقت على هذا العرض بعد 8 أشهر من المفاوضات، شعرت بالأمان لأن لي أصدقاءً كباراً في مصر هم الذين عرضوا عليّ تقديم البرنامج. فأنا، رغم أنني أتقن العمل التلفزيوني، لم أشعر أنه من أولوياتي المهنية، لأن المسألة تتعلق بالرغبة. وعندما بدأت أوافق على فكرة التقديم، صرت أشعر بأن هذا الصديق الذي يزورني في بيروت هو من العائلة. وكنت غيّرت العقد معه ثلاث مرات لإدراكي أن العمل التلفزيوني بعد 30 سنة من العمل في الصحافة المكتوبة ليس بنص نكتبه ونشرف عليه قبل إرساله إلى المطبعة، وإنما هو يبدأ من الشكل (المظهر الخارجي) الذي يعتبر الأمر “الأسخف”، إلى اللحظة الأخيرة من تنزيل المادة من الكومبيوتر إلى الشريط الذي سيتمّ عرضه. وتمّ تنفيذ كل شروط العقد. كما وتلقيت اتصالاً من الأستاذ طارق نور قبل يومين من دخولي الإستوديو، بعد أن زارتني أميمة نائبته، حيث أكّد لي أنني سأشعر بالأمان وألا أتردّد بالقبول. طبعاً طارق نور اسم مهمّ في عالم التلفزيون. لكن، ما إن باشرنا التصوير حتى فوجئت بالمصائب التي كنت أخفيتها ولم أكشفها فوراً للإعلام.

لكنك صرّحت أن المونتاج شوّه برنامجك؟

 سأستمر في صمتي عن كل الأمور، لأركّز على قضية المونتاج لأن هنالك أموراً أخرى أتحفّظ عن كشفها الآن. فلكل مَن له علاقة بثقافة المشهد التلفزيوني أقول إنني فوجئت بكل ما جرى معي، وشعرت كأن عائلتي “ماتت” (صدمت) بعد أن شاهدت الحلقة الأولى من البرنامج، لأتأكد أنهم “صناعجية” يعرفون ربما طبخ الملوخية أو أي شيء في الكون لكنهم لا شك يجهلون إتقان المونتاج، ما حملني للسفر إلى مصر لأجد أن المصيبة هنالك كانت أكبر. وقد قمت شخصياً وبسرعة بعملية المونتاج لإلمامي بها، خاصة وأن رمضان كان بدأ ولم يكونوا قد سلّموا، لأسباب أجهلها، الحلقات. وأنا لا أعرف ما يدور بينهم. وكنت أغادر بعد ساعات طويلة من عملية المونتاج التي كانت تتطلب جهداً كبيراً. فالعقد بيننا ينصّ على أن وقت الحلقة يمتدّ لحوالي 30 دقيقة. وكان يطُلب مني تصوير حلقة من حوالي 50 دقيقة. وبغضّ النظر عن ذلك، حتى لو صوّرنا 5 ساعات كما يحصل في برنامج “حديث البلد” ومدته على الهواء ساعة ونصف، أسأل: هل شاهدنا غلطة في ذلك البرنامج؟ فأنا كنت أصوّر من دون توقف لساعة لأني كنت أفهم أن الضيف يحتاج أن يشعر بالراحة والأمان أيضاً. وقلت إن الله وفقني خلال تصوير 33 حلقة وليس 30 لأننا اتفقنا على ذلك في حال استغنينا عن 3 حلقات. لكن، ما  حدث أنهم قرّروا أن يجعلوا الحلقة 28 دقيقة. ولا خطأ في ذلك. لكن، بعد مرور حلقتين، ولسبب أجهله، ربما بسبب الإعلانات الكثيرة التي تدفقت على البرنامج، أصبحت مدة الحلقة 22 دقيقة وأيضاً أصبح عدد الحلقات 20 بدلاً من 30! لكن المصيبة أنني بعد أن عمدت إلى “منتجة” الحلقات شخصياً، كان يدخل عمر عفيفي من بعدي “ليمنتجها” مجدداً. وعندما دخلت الإنترنت ورأيت عيّنة من الحلقات هذه، “طار رأسي” (فقدت صوابي) لأنني بتّ أشاهد سؤالاً من دون إجابة وأخطاءً فادحة…..

ألم تكن هنالك إمكانية لتصويب الخطأ في المونتاج بالإتفاق مع عمر عفيفي؟

لا يوجد أيّ خلل في تصوير الحلقات. لكن، حصلت مشكلة بين عفيفي والمخرج كميل طانيوس الذي بحسب ما صرّح أراد الحصول على كل حقوقه المادية. فانتقم عفيفي منه، من خلال إلغاء “الماستر بيس”. بمعنى آخر، إلغاء فكرة البرنامج بكاملها وفقاً للطريقة التي صوّر بها. إذ كنا استخدمنا في التصوير 7 كاميرات، لنفاجأ بأنه استخدم فقط كاميرتين: الأولى على وجهي والثانية على وجه الضيف.

بين التشويه والإنتقام

هل تتّهمين عمر عفيفي بأنه أراد الإنتقام من المخرج كميل طانيوس لأنه طالبه بتسديد المستحقات، عبر الإنتقام منك وتشويه البرنامج من خلال تشويه عملية المونتاج؟

نعم، بالضبط.

لكن، لماذا يقوم بذلك؟ فاسم عمر عفيفي على المحك وأيضاً إسم طارق نور. وتسديد المستحقات أمر لا بدّ منه ولا يمكن التهرّب منه بسبب العقود بين الطرفين؟

عليهما دفع المستحقات ليس فقط لبعض الأسماء ولي، وإنما للكثيرين.

ألم تحصلي على مستحقاتك؟

أبداً. ولأول مرة أقول إنني لم أحصل على شيء. والأمر يلغي كل بنود الإتفاق. فالعقد ينصّ أن البرنامج من إعداد وتقديم نضال الأحمدية. وعندما يتمّ العبث بمحتويات العمل يعتبر ذلك إخلالاً بالعقد.

هل رفعت دعوى؟

نعم، من خلال إنذار أول وجّهه المحامي المصري عاصم قنديل لدفع المستحقات، وإنذار ثان للإخلال بالعقد، أمام القضاء المستعجل بتاريخ الأول من (سبتمبر) أيلول للطلب من قاضي الأمور المستعجلة بإيقاف الحلقات المتبقية من البرنامج. لأنني لست أنا من تشاهدونها على الشاشة. لقد تمّت الإساءة لصورتي.

 

أين طارق نور من كل ما يحدث؟

لا أعرف. أعلن للمرة الأولى أنني اتصلت به وقلت له إن هنالك أمراً ما غير طبيعي يحدث في برنامجي. هنالك شيء من الحقد لا يصلح أن يكون في مؤسسة كهذه أو لنقل شيئاً من “الهبل” (السخافة). فأي مبتدئ يعرف أن ينفّذ المونتاج. وكانت إجابة طارق نور أنه لا يوجد أي شيء. وطلب مني أن أراقب عملية المونتاج علماً أن عقدي لا ينصّ على ذلك. لكنني نفّذت المونتاج على نفقتي الخاصة بما يليق بشخصيتي. وعلمت أنه دخل مرة غرفة المونتاج وعنّف الجميع. وكان ذلك في الحلقة السابعة من البرنامج. لكن منتجة عمر عفيفي بعد منتجتي أنا غيّرت الأمور.

 

لكنك قلت إنك غيّرت في عقد العمل ثلاث مرات لكي يأتي كاملاً، فكيف غابت عنك قضية المونتاج هذه؟ ولماذا لم يشرف عليه المخرج كميل طانيوس؟

طريقة تصرفهم ورغبتهم في العمل معي ولهاثهم ورائي لم يجعلني أشكك بأي أمر.